مقالة نقدية...
مع قصيدة الهايبون
حتى تتم لنا الإفادة الكاملة من تعريب هذا اللون الشعرى النثري الوافد للأدب العربى ، يجب أن نضعه فى الشكل المناسب له تبعا لمعطيات اللغة العربية، لتقديم قيمة وذوق راق.
من حيث البناء والمحتوى...
يتكون الهايبون من عنوان مناسب للدلالة على مضمون القصيدة، ثم مدونة نثرية هى متن القصيدة، كما فى جنس الخاطرة الوجدانية بالأدب العربى نستخدم كل أطياف الجمال اللغوي، مجازات ومحسنات؛ طباق وجناس وتورية، وحتى السجع لا مانع مع كونه نثراً يتميز بالتحرر، وكذلك يمكننا استخدام الرمز، وتنويع الأساليب الأدبية من إنشاء واستفهام وتعجب، ثم نضع فى نهاية الهايبون قصيدة الهايكو التى يفرزها النثر، بمعنى آخر سوف يكون النثر بمثابة التفصيل للفكرة والشعور ثم يأتى الهايكو بالإجمال لهما.
كذلك قد تكتب المدونة في شكل سرد شعري يتقاطع مع الأسلوب الحكائي لفنون القص شريطة أن تكون اللغة شعرية بليغة.
من حيث الكم...
لسنا بحاجة إلى اقتضاب واختزال حجم القصيدة بحيث تخرج فى النهاية عبارة عن عنوان وسطرين ثم الهايكو، كيف نقدم من خلال هذا الحجم وجبة من الأدب المشبع للقارئ ؟
من وجهة نظرى فليكن الهايكو والتانكا والسينريو هم إضافات الاختزال والقِصر من الشعر الوافد، ثم ليكن الهايبون إضافة للأجناس الشعرية المشبعة دونما تطويل ركيك، أو تقصير يضيق على الكاتب مساحة الإبداع.
من حيث القيمة...
كما تقدم الخاطرة النثرية طرحا رومانسيا أو وجدانيا أو اجتماعيا أو فلسفيا فالهايبون يجب أن يكون منفتحا على كل الأفكار والأحاسيس بلا حصر، شخصيا؛ أطمح فى تحويل الهايبون الى فعاليات الأدب العربى وترويجه على مثال الخاطرة، مع زيادة الهايكو حتى يمتاز الهايبون بنوع من التجديد عن الخاطرة بإجمال مضمون النثر المفصل فى الهايكو المختزل.
القصور فى صياغة الهايبون..
هناك بعض أشكال القصور فى قصائد الهايبون التى أراها للأصدقاء؛
-أولها قصر فى الكم، وليس هناك داعٍ للقصر، فليكن الهايبون مشبعاً
- التفكك مابين العنوان والنثر والهايكو، وهو ابتعاد مدلول العنوان عن النثر، وانفصال الهايكو جزئيا عن المتن النثري.
- تفكك المضمون داخل النثر ذاته، واضطراب البيان.
-ضعف قصيدة الهايكو في النهاية وعجزها عن تكثيف مضمون المدونة النثرية.
نموذج لقصيدة الهايبون...
دُمْ معي
ها قد أشرقتْ شمسُ الربيع، تُضيئُ حنايا عمرٍ شِتَويِّ الإهابِ يُجمِّدُهُ صقيع، أحَارُ في وصْفِ دُرَّةٍ نضجتْ بين أصدافٍ وأكناف؛ أصدافُ الغيب إذ طواها عنَّي زمانٌ ضنين، وأكنافُ مكانٍ وشُخوصٍ ضَنُّوا علينا باللُّقيا في ذلك العمر الموعود.
كم تغنَّى بوصفِ جمالِ أنثاه شاعرٌ، وكم نقل من صُور الفتنة والدَّلال قلمٌ ماهرٌ، لكنَّني أحَار...فمهما شابهتُكَ بروعةٍ وسحرٍ استحيا منكَ ذيَّاك المُشبَّه به، وحاد البدرُ عن مسراه كلما ناجيتُه؛ على وجهك ترتسمُ حَنيَاتِ وخطوط مُحيَّاه، وسرى نسيمُ الصَّيف مُتوارياً مع طُيُوب الزَّهر كلما نشقتُ عطرَك منهم، فبالله صِفْ لي ذاتك وقاربْ لي صفاتك.
يا رحيقَ النَّساء في كؤوسِ البهاء والسَّناء رهَّفْتَ بالرَّمقِ وجْداني حتى تبدَّتْ غِلالةُ الرُّوح من تحت أعْطافِ القوافي، وشَهِدَ على هوانا القاصِي والدَّاني، وأشْفقوا علىّ من أبيات شعري مَظنَّة أنْ تندلعَ يوماً نيرانُها فتأكلَ مُدوَّناتِ العشق وتَذْرُوا رمادَها في جُموع العاشقين وتزيدهم هوىً على هواهم.
يا أنس المكان والزمان من وَحْشة الحرمان دُمْ معيَ مهما رأيت هبوب الرَّيح من حولنا تَنزِعُ من بين أيدينا الأماني، لا تخشَ فَوْتِي فلن أسمحَ لمخالبَ النَّوى أنْ تنشبَ أطرافها في مَخطوطِ مصيرنا، وخُذْ إليك من جداول الحنان بأمان غُرْفةً لا نفترقُ بعدها أبدا.
..
من كل النساء
تجمعُ لونا من جمال
أنتَ... رحيقهن
...بقلم:
مع قصيدة الهايبون
حتى تتم لنا الإفادة الكاملة من تعريب هذا اللون الشعرى النثري الوافد للأدب العربى ، يجب أن نضعه فى الشكل المناسب له تبعا لمعطيات اللغة العربية، لتقديم قيمة وذوق راق.
من حيث البناء والمحتوى...
يتكون الهايبون من عنوان مناسب للدلالة على مضمون القصيدة، ثم مدونة نثرية هى متن القصيدة، كما فى جنس الخاطرة الوجدانية بالأدب العربى نستخدم كل أطياف الجمال اللغوي، مجازات ومحسنات؛ طباق وجناس وتورية، وحتى السجع لا مانع مع كونه نثراً يتميز بالتحرر، وكذلك يمكننا استخدام الرمز، وتنويع الأساليب الأدبية من إنشاء واستفهام وتعجب، ثم نضع فى نهاية الهايبون قصيدة الهايكو التى يفرزها النثر، بمعنى آخر سوف يكون النثر بمثابة التفصيل للفكرة والشعور ثم يأتى الهايكو بالإجمال لهما.
كذلك قد تكتب المدونة في شكل سرد شعري يتقاطع مع الأسلوب الحكائي لفنون القص شريطة أن تكون اللغة شعرية بليغة.
من حيث الكم...
لسنا بحاجة إلى اقتضاب واختزال حجم القصيدة بحيث تخرج فى النهاية عبارة عن عنوان وسطرين ثم الهايكو، كيف نقدم من خلال هذا الحجم وجبة من الأدب المشبع للقارئ ؟
من وجهة نظرى فليكن الهايكو والتانكا والسينريو هم إضافات الاختزال والقِصر من الشعر الوافد، ثم ليكن الهايبون إضافة للأجناس الشعرية المشبعة دونما تطويل ركيك، أو تقصير يضيق على الكاتب مساحة الإبداع.
من حيث القيمة...
كما تقدم الخاطرة النثرية طرحا رومانسيا أو وجدانيا أو اجتماعيا أو فلسفيا فالهايبون يجب أن يكون منفتحا على كل الأفكار والأحاسيس بلا حصر، شخصيا؛ أطمح فى تحويل الهايبون الى فعاليات الأدب العربى وترويجه على مثال الخاطرة، مع زيادة الهايكو حتى يمتاز الهايبون بنوع من التجديد عن الخاطرة بإجمال مضمون النثر المفصل فى الهايكو المختزل.
القصور فى صياغة الهايبون..
هناك بعض أشكال القصور فى قصائد الهايبون التى أراها للأصدقاء؛
-أولها قصر فى الكم، وليس هناك داعٍ للقصر، فليكن الهايبون مشبعاً
- التفكك مابين العنوان والنثر والهايكو، وهو ابتعاد مدلول العنوان عن النثر، وانفصال الهايكو جزئيا عن المتن النثري.
- تفكك المضمون داخل النثر ذاته، واضطراب البيان.
-ضعف قصيدة الهايكو في النهاية وعجزها عن تكثيف مضمون المدونة النثرية.
نموذج لقصيدة الهايبون...
دُمْ معي
ها قد أشرقتْ شمسُ الربيع، تُضيئُ حنايا عمرٍ شِتَويِّ الإهابِ يُجمِّدُهُ صقيع، أحَارُ في وصْفِ دُرَّةٍ نضجتْ بين أصدافٍ وأكناف؛ أصدافُ الغيب إذ طواها عنَّي زمانٌ ضنين، وأكنافُ مكانٍ وشُخوصٍ ضَنُّوا علينا باللُّقيا في ذلك العمر الموعود.
كم تغنَّى بوصفِ جمالِ أنثاه شاعرٌ، وكم نقل من صُور الفتنة والدَّلال قلمٌ ماهرٌ، لكنَّني أحَار...فمهما شابهتُكَ بروعةٍ وسحرٍ استحيا منكَ ذيَّاك المُشبَّه به، وحاد البدرُ عن مسراه كلما ناجيتُه؛ على وجهك ترتسمُ حَنيَاتِ وخطوط مُحيَّاه، وسرى نسيمُ الصَّيف مُتوارياً مع طُيُوب الزَّهر كلما نشقتُ عطرَك منهم، فبالله صِفْ لي ذاتك وقاربْ لي صفاتك.
يا رحيقَ النَّساء في كؤوسِ البهاء والسَّناء رهَّفْتَ بالرَّمقِ وجْداني حتى تبدَّتْ غِلالةُ الرُّوح من تحت أعْطافِ القوافي، وشَهِدَ على هوانا القاصِي والدَّاني، وأشْفقوا علىّ من أبيات شعري مَظنَّة أنْ تندلعَ يوماً نيرانُها فتأكلَ مُدوَّناتِ العشق وتَذْرُوا رمادَها في جُموع العاشقين وتزيدهم هوىً على هواهم.
يا أنس المكان والزمان من وَحْشة الحرمان دُمْ معيَ مهما رأيت هبوب الرَّيح من حولنا تَنزِعُ من بين أيدينا الأماني، لا تخشَ فَوْتِي فلن أسمحَ لمخالبَ النَّوى أنْ تنشبَ أطرافها في مَخطوطِ مصيرنا، وخُذْ إليك من جداول الحنان بأمان غُرْفةً لا نفترقُ بعدها أبدا.
..
من كل النساء
تجمعُ لونا من جمال
أنتَ... رحيقهن
...بقلم:
سيد عفيفي
شارك سيد +15 منشور حديث في هذه المجموعة. تعرف على المزي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق