حديقة الحيوان (احمد مطر)
ولـــــــــدي يـــــــــزور حـــديـــقـــة الـــحـــيــــــــوانِ
ويـعـــــــود يحـكـــي لـــي كـــوصـــــــــف عـيــــــانِ
ويـــقـــول يــــــا أبـــتـــي رأيــــــت مــشــــــــاهـــدا
تـــــــــدع الــحــلــيـــم هـــــنـــــاك كــالــحـــيـــــرانِ
إنـــــي رأيـــــت الـــذئـــب يــظــهـــــــــــر بـــأســــه
فــــــــــــي نــــعــــجــــة مــــنــــهـَـــدّة الأركـــــــــانِ
ورأيــــــــت قــــــــردا فــاســـقـــا مـتـلــصــــــصـــــــا
يــرنـــــــــــو إلـــــى الأنــثـــى لــــــدى الــجــيــــرانِ
ورأيــــــت ديـــكـــا مـتـخــمــا شــبـــــعــا ولـــــــــــم
يــــــــــرم الـــفـــتــــات لـــــجـــــاره الـــجــــوعــــانِ
ورأيـــــــت لـــيــــثــــا خـــــائــــــرا مـــتــــخـــــــــاذلا
وعــــــريــــنــــه بــــــقــــــيـــــــادة الـــــجـــــــــــرذانِ
ورأيــــــــتُ صقــــــــراً غـــــــــافــــــــــــلاً.. وإنـــاثُــــهُ
مفتــــــــــــونةٌ بالـــــبـــــــــومِ والغِــــــــــــــــــربــــانِ
ورأيــــــتُ ثـــــوراً كــــــــــم يـــظــــــــــنُّ خُـــــــــوارَهُ
شَــــــــــدْواً كشـــــــــــدوِ بــلابــل البُســــــــــــــتانِ
ورأيـــــتُ دُبَّــــــــاً كالكــثـــــيب ضـــــخــــــــــامــــــةً
و يــظــــــــــــــنُّ قامتَــــــهُ كغُصـــــــــن البــــــــــانِ
ورأيـــــت لــلحــــــــربــــــاء ألـــــــــــفَ عبــــــــــــاءةٍ
لِتَـــــبَــــــــدُّلِ الأحــــــــــــــــوالِ و الأزمـــــــــــــــــانِ
والثعــــــــــلب المكــــــــار يمشـــــــي خاشـعــــــــاً
متــــظــــــــاهراً بالزُّهـــــــــــــد والإيمـــــــــــــــــــــانِ
فصــــــرخـــــتُ : أَقْصِـــــــرُ يا بُنـــــَيَّ و لا تَــــــــــــزِدْ
حرفــــــــــــــــــاً.. فتـــــلك حـــــديقـــــــة الإنســــانِ
****
معارضـــــــــــــــــــــــــة
ولــــــدي يـــــــزور مـــــجــالــــــــــس الإنـــســـــــان
ويـعــــــــود يحــــكـي لـــي كـوصـــــف عـيــــــــــــانِ
ويـــقـــول يــــــا أبـــتـــي رأيــــــت مــشـــــاهـــــــداً
تـــــــــدع الــحــلــيـــم هـــــنـــــاك كــالــحـــيــــــرانِ
إنــــــي رأيــــــت الـــجـــار يـــســـرق جـــــــــــــــاره
فـــــــي غــفــلـــة مــــــــن أعــــيــــن الــجــــيــــران
ورأيـــــــــت خـــــــــلاً لا يــــكـــف لـــســـــــــــانــــه
عـــــــــن غيــــــبــــة الأصحـــــــــاب والخــــــــــلان
ورأيــــــــت أســـــتــــاذا يـــــبـــــث جــــهــــــــــالــــة
بـــمـــســــامـــع الـــــــطــــــــلاب والـــــــولــــــــدانِ
ورأيـــــــــت أمــــــــا أهــــمــــلـــت أبـــنــــــــــاءهــــا
وتــشـــاغـــلـــت بــمـــجـــالـــس الــــنــــســـــــوانِ
وكــــــــذا رأيـــــــت أبــــــــا رمـــــــى أبــــنـــــــــــاءه
بــمـــجـــاهـــل الــتــقــصــــــيـــر والـــنـــســـيــــــانِ
ورأيــــــت جــــنـــــدا غــافــلـــيـــن بــلــهـــوهـــــــم
وعـــــدوهـــــــم فــــــــــي هـــــــمـــــة وتـــــفــــــانِ
فصـــــرخـــــت : فـارحـــــــــــل يا بــــني ولا تــــــــزر
فــــي الـعـمـــر غـــيـــر مـــكــــاتـب الأعــــيــــــــــانِ
ولــــــــدي يــــــــزور مــكـــاتـــب الأعــــيــــــــــــــــان
ويـعـــــــــود يحــــــكـي لـــي كـوصــــــــف عـيــــــانِ
ويـــقــــول يــــــا أبـــتـــــي رأيــــــت مــشــاهــــــداً
تـــــــــدع الــحــلــيـــم هـــــنـــــاك كــالــحـــيــــــرانِ
إنـــــــي رأيـــــــت الـــوغــــد يــنــشــــــر بــغـــــيـــه
و يــقــول هــــذا الـبــغــــــي مـــــن إحـســـــــانـــي
ورأيـــــــــــــت أفــّـــــاكــــــــــا يـــــروج إفــــــكــــــــــه
ويـــقـــول هـــــــذا الإفــــــك فــــــي الـــقــــــــــــرآنِ
ورأيــــــــت ســلــطــانــا بــــنـــــى ســلــطـــــــانـــه
بـجــمــاجــم الأحـــــــرار فــــــــي الأوطـــــــــــــــــانِ
ورأيــــــت مـحـكــمــة جــــــــرت أحـكــامــهـــــــــــــا
بــــالـــــجـــــور و الــــتـــــزويـــــــر والـــبـــهـــــتــــــانِ
ورأيــــــت قـــائـــد جـيــشــهــم فــــــي خـــلــــــــوة
ويــــقــــابــــل الأعــــــــــــداء بــــالأحــــضــــــــــــــانِ
فصرخــــــت : فارحـــــــــــــل يا بـــنـــي و لا تـــــزر
فـــي الـعـمــــــــــر غـيـــــر مـجـــالــــس الإيــمـــــانِ
للذئـــــب أفضــــــــل من بنـــي الإنســــــــــــــــــــانِ
إن غــــــــاب فيـــــــــــنا المنهـــــــج الـــــربــــــاني