القمقم
شرفني القائد بزيارة منزلية في غرفة بيتي الوحيدة. أصابني الارتباك والخوف وشعرت زوجتي بالفخر أن القائد الذي ترى صوره هاهي تراه حقيقة .قدمت كرسي البيت الخشبي الوحيد له؛ فامتطاه جالسا معكوسا وسند ذقنه على على يديه فوق المسند مواجها لنا وظهره لمدخل البيت شعرت أطفالي بالخوف وتواروا خلف أمهم .كان مبتسما ابتسامة عسكرية محدقا فينا
قال رجاء عيشوا حياتكم الطبيعية كأنني غير موجود .خجلنا أن نخبره أن يتنحى عن الباب لندخل ونخرج؛ فعشنا محبوسين،واضطرت زوجتي أن تتوارى خلفي وهي تغير ملابسها، وهو يحدق بابتسامة ثابتة . كف اطفالي عن اللعب والازعاج لأن أمهم كانت تخيفهم به بدلا مني قائلة:
- سأجعله يذبحكم إن لم تصمتوا
طالت الزيارة ولم نستطع إنهائها؛ فتناسيناه ،واضطررت لمعاشرة زوجتي أمامه وهو يحدق بنفس الابتسامة ويده تحت ذقنه.
سمعنا صوت الرصاص وبرز الأعداء وقد دخلوا البلدة وظهروا من النوافذ يطالبوننا بالاستسلام
وهو يحدق بنفس الابتسامة.اضررت لمحادثته وتنبيهه.هززتته فتحطم الكرسي وسقط ميتا
فيا ليتني كنت أعرف الغيب مالبثنا في العذاب المهين ساعة.
-الاستاذ حمدى عليوة- مصر
-الاستاذ حمدى عليوة- مصر
شكرا أستاذ طارق
ردحذفحمدي عليوة
ردحذف