( متى نفيق )
الأرض تبكي والسماء تنوحُ
والنفس مثقلةٌ فكيف تبوحُ؟
النار تلتهم الضحايا بغتةً
والأرض يغرقها الدم المسفوحُ
من كل شبرٍ في ربوع ديارنا
نشْتَمُّ رائحة الحتوف تفوحُ
وكأن مصر تعاهدت أحزانها
و كأنها جسدٌ مَلَاهُ جروحُ
وكأن ميزان البلايا راجحٌ
والفرحُ فينا دائمًا مرجوحُ
لم تسلم الأعيادُ ممّا نكتوي
وجِماحُ فرحتِنا بها مكبوحُ
في الطَّرْفِ منها أو بقلب بلادنا
أو في الصعيد ومثلهم مطروحُ
في سهل سينا، في شعاب جبالها
قِمَمٌ بكَتْ لدمائِها وسُفُوحُ
موتى الكمائن بعدهم يا حسرتَى
موتى الحرائق كلهم مذبوحُ
أو في خِضَمِّ البحر غرقى مثلهم
رَخُصَتْ دِمَاء شبابنا والروحُ
أو في التصادمِ أُزهِقت من مهمِلٍ
أوَما لإيقاظِ الضميرِ جنوحُ؟!
يبقى التحسُّرُ عاصرًا لقلوبنا
أمَّا الشهيد مقامهُ ممدوحُ
فحياتهُ عند الإلهِ مصونةٌ
مستبشرٌ هو وجهُهُ وصبوحُ
فمتى يفيق القومُ من آثامهم
والليلُ يُمحَى و النهار يلوحُ ؟!
ومتى نعالج داءنا بأمانةٍ
ويكون في عرض الأمورِ وضوحُ
ومتى نعي درسًا ونأخذ حِذْرَنا
فأنا ، لكي تُحْمَى النفوس، لَحُوحُ
يارب فارحمهم وعظِّم أجرَ منْ
يغدو للقمةِ عيْشهِ و يروحُ
#أشرف_وهدان
#عندما_يشدو_القلم