حين تهتز خاصرة اللغة ,وتتراقص المخيلة ,فاعلم أنك أمام نص للناقد والشاعر غازي الموسوي . الذي عرفتَه ناقداً فذاً يلامس النصوص ببراعة على تنوعها ,ويدفع بالكاتب والمتلقي لإعادة النظر بالنص وقراءته بوعي جديد .. فهو ناقد متخصص , لكنه لاينفصل عن مجالات الإبداع الأخرى . فباكتشافه لمواطن الجمال في النصوص الأدبية , يؤكد على امتلاك تلك الملكة الإبداعية ..ففاقد الشيء لايعطيه . لذا لايمكنني أبداً أن استغرب وانا اراه يخوض في مسارب أخرى توصله إلى إنتاج قصائد غاية في الروعة والجمال ..
فلو تأملنا نصه في الإنتظار ..نشعر ان الموسوي في حالة من الإبداع والتجلي والترقب والانفعال . ..فالانتظار رفيق صعب المراس ’مثير للأعصاب ,وخصوصاً إذا كان بانتظار غزالة شاردة من الفردوس تشبه غزالة " محي الدين بن عربي " .حيث يمني " الموسوي " نفسه في قضاء ليله معها كما فعلت غزالة محي الدين . ولكن أنَّى له ذلك , وتلك الغزالة تقف في الأعالي حذرة .تستطلع المكان .بينما زخات الردى وأعين الذئاب تترصدها .ومن المؤسف ان كائناً جميلاً كهذه الغزالة والتي ربما هي معشوقته او قصيدته التي تتجلى كآية عشق .لاتستطيع إنقاذ نفسها . مما يجعلها حزينة لاتتمكن من الاقتراب نحو معشوقها مهما هاج حنينها .لأنها ستكون فريسة سهلة للحيوانات المفترسة .أو الصيادين لذا تكتفي بالحومان حوله .وقد فاضت مهجتها حزناً .لأن الإقتراب يعني وقوعها فريسة سهلة.
الموسوي في تلك القصيدة يفتح امامنا الأفق واسعا للتأمل والاستقصاء .حين نتيه بين معشوقة من لحم ودم وبين قصيدة من أبجدية خارجة من عرس اللغة بكامل أناقتها وزينتها ومصاغها كعروس مبرقعة في ليلة زفافها .كاملة الأوصاف والزينة
فكيف لغزالة محي الدين التي باتت ليلها معانقة له أن تكتفي اليوم برقصات الفراش حول النور . فالفراشة التي تعشق الاحتراق عمرها قصير . وفي قصيدة الموسوي تصبح ثياباً للنور.لأنها ممسوحة بزيت الروح المقدس
وأي زيت ذلك ؟ أوليس كل من يُمسح به يتقدس ؟
قصيدة الموسوي هذه تجعلنا نعيش فضاء روحانياً . وجدانياً حيث ينبع النفس الإلهي من بين الكلمات , ليضيء دهليزاً موغلاً في الكشف الجريء عن جذور تلك الغزالة . وهو يحلق في رؤاه مستجمعاً الجروح القديمة حيث يدور شريط الذاكرة ويتوقف عند اول الهمسات والخطوات. فيستجمع كل الألوان والأشكال .والمقاسات يولد آدم من جديد ليعيد التصادم مع حوائه ( الفصيدة ) بخياله المتمرد وهنا تتجلى غربة الموسوي .في غرفة هذا العالم الأزرق . حيث يختلف عمَّأ سواه بكونه خارجاً عن المألوف ..يبحث عن مكان لسيدة الأبراج كي تهبط في رأسه
فقد بلغ السيل الزبى
وماعاد ( في القوس منزع )عبارات ذات دلالات ابداعية . فصورة المعشوقة ترافقه في الحل والترحال .مضيئة منتصبة شهية متغربة غامضة كلؤلؤة في محارة يفرزها الألم.
كفراشة عذراء تتوق لتمزيق خيوط الحرير لتنطلق من شرنقتها .لكن شهريار يرفع سيفه كل صباح وشهرزاد تحكي قصصها لينام .صور متعددة تبدو مألوفة لأول وهلة لكنها تنقلنا في الحال من المباشرة إلى توصيف مشاهد تجمع بين المتناقضات . ويتجلى الطباق بأبهى حلله بين البركان والسكينة .اللذان يعيشهما الشاعر قبل انفجار صمام االقصيدة لديه .لتومض إشراقاته وترتسم وتتحول حدوسه الباطنية إلى الإعلان عن حاجته للثم ثغر اللغة التي هي روح تسري في مخلوقته .لتكون قبلتها قبلة الحياة وجسر تفاهم أبدي .
وفاءكمال
________________________________________________
نص قصيدة الأستاذ غازي الموسوي
*****************************
بالإنتظار:
،،،،،،،،،،،،،،،
إيهٍ
يا غزالةَ مُحيِ الدينِ
أيتها المغمورةُ
تحت غمامِ الربيئةِ
ودخانِ الردى
يا طفلة الحقيقةِ
الموغلة في الاحزان الكبرى
والممنوعة من البوح جهاراً
مهما ضجُّت مراجلِ الحنين
من حولكِ
في قاعِ البحرِ الحيّ
فلو تأملنا نصه في الإنتظار ..نشعر ان الموسوي في حالة من الإبداع والتجلي والترقب والانفعال . ..فالانتظار رفيق صعب المراس ’مثير للأعصاب ,وخصوصاً إذا كان بانتظار غزالة شاردة من الفردوس تشبه غزالة " محي الدين بن عربي " .حيث يمني " الموسوي " نفسه في قضاء ليله معها كما فعلت غزالة محي الدين . ولكن أنَّى له ذلك , وتلك الغزالة تقف في الأعالي حذرة .تستطلع المكان .بينما زخات الردى وأعين الذئاب تترصدها .ومن المؤسف ان كائناً جميلاً كهذه الغزالة والتي ربما هي معشوقته او قصيدته التي تتجلى كآية عشق .لاتستطيع إنقاذ نفسها . مما يجعلها حزينة لاتتمكن من الاقتراب نحو معشوقها مهما هاج حنينها .لأنها ستكون فريسة سهلة للحيوانات المفترسة .أو الصيادين لذا تكتفي بالحومان حوله .وقد فاضت مهجتها حزناً .لأن الإقتراب يعني وقوعها فريسة سهلة.
الموسوي في تلك القصيدة يفتح امامنا الأفق واسعا للتأمل والاستقصاء .حين نتيه بين معشوقة من لحم ودم وبين قصيدة من أبجدية خارجة من عرس اللغة بكامل أناقتها وزينتها ومصاغها كعروس مبرقعة في ليلة زفافها .كاملة الأوصاف والزينة
فكيف لغزالة محي الدين التي باتت ليلها معانقة له أن تكتفي اليوم برقصات الفراش حول النور . فالفراشة التي تعشق الاحتراق عمرها قصير . وفي قصيدة الموسوي تصبح ثياباً للنور.لأنها ممسوحة بزيت الروح المقدس
وأي زيت ذلك ؟ أوليس كل من يُمسح به يتقدس ؟
قصيدة الموسوي هذه تجعلنا نعيش فضاء روحانياً . وجدانياً حيث ينبع النفس الإلهي من بين الكلمات , ليضيء دهليزاً موغلاً في الكشف الجريء عن جذور تلك الغزالة . وهو يحلق في رؤاه مستجمعاً الجروح القديمة حيث يدور شريط الذاكرة ويتوقف عند اول الهمسات والخطوات. فيستجمع كل الألوان والأشكال .والمقاسات يولد آدم من جديد ليعيد التصادم مع حوائه ( الفصيدة ) بخياله المتمرد وهنا تتجلى غربة الموسوي .في غرفة هذا العالم الأزرق . حيث يختلف عمَّأ سواه بكونه خارجاً عن المألوف ..يبحث عن مكان لسيدة الأبراج كي تهبط في رأسه
فقد بلغ السيل الزبى
وماعاد ( في القوس منزع )عبارات ذات دلالات ابداعية . فصورة المعشوقة ترافقه في الحل والترحال .مضيئة منتصبة شهية متغربة غامضة كلؤلؤة في محارة يفرزها الألم.
كفراشة عذراء تتوق لتمزيق خيوط الحرير لتنطلق من شرنقتها .لكن شهريار يرفع سيفه كل صباح وشهرزاد تحكي قصصها لينام .صور متعددة تبدو مألوفة لأول وهلة لكنها تنقلنا في الحال من المباشرة إلى توصيف مشاهد تجمع بين المتناقضات . ويتجلى الطباق بأبهى حلله بين البركان والسكينة .اللذان يعيشهما الشاعر قبل انفجار صمام االقصيدة لديه .لتومض إشراقاته وترتسم وتتحول حدوسه الباطنية إلى الإعلان عن حاجته للثم ثغر اللغة التي هي روح تسري في مخلوقته .لتكون قبلتها قبلة الحياة وجسر تفاهم أبدي .
وفاءكمال
________________________________________________
نص قصيدة الأستاذ غازي الموسوي
*****************************
بالإنتظار:
،،،،،،،،،،،،،،،
إيهٍ
يا غزالةَ مُحيِ الدينِ
أيتها المغمورةُ
تحت غمامِ الربيئةِ
ودخانِ الردى
يا طفلة الحقيقةِ
الموغلة في الاحزان الكبرى
والممنوعة من البوح جهاراً
مهما ضجُّت مراجلِ الحنين
من حولكِ
في قاعِ البحرِ الحيّ
أعلمُ انّ الحَومانَ وحده لايكفي
بل اعلمُ ان الإقتراب يعني الإحتراق
"وانى لهمُ التناوشُ من بعيدٍ"
ولا اعتراض على رقصات الفراش
دعيه يحوم كنا يشتهي
انه ثياب النور
نجوم الحبور
رقصة المذهول
أنهم حتى يحينُ الحينُ
" في حيرةٍ ودهَشٍ"
شئ من عبقِ الأنسِ
واطيافِ السرورِ
بل اعلمُ ان الإقتراب يعني الإحتراق
"وانى لهمُ التناوشُ من بعيدٍ"
ولا اعتراض على رقصات الفراش
دعيه يحوم كنا يشتهي
انه ثياب النور
نجوم الحبور
رقصة المذهول
أنهم حتى يحينُ الحينُ
" في حيرةٍ ودهَشٍ"
شئ من عبقِ الأنسِ
واطيافِ السرورِ
بينا أشهدُ
في كلِّ صباحٍ
خلال الضبابِ
شمساً من اللازوردِ
بينَ أضلاعِكِ
بحجمِ قمركِْ
في كلِّ صباحٍ
خلال الضبابِ
شمساً من اللازوردِ
بينَ أضلاعِكِ
بحجمِ قمركِْ
وآه
لولا زيتُ الروحِ
لما تحقق الوجودُ
ولما نزّتِِ الجروحُ القديمةُ
يالها من طماحٍ أليمةٍ
مكتومةِ الجموحِِ
مثل خواتيمِ الفتوحِ
لولا زيتُ الروحِ
لما تحقق الوجودُ
ولما نزّتِِ الجروحُ القديمةُ
يالها من طماحٍ أليمةٍ
مكتومةِ الجموحِِ
مثل خواتيمِ الفتوحِ
وآه
كم تمنيتُ
أن أُقبِّلَ اتونَها المخنوقََ
بشفاهِ الكلماتِ
علّني اراها قصيدةً
من الماسِ
تمشي على الارضِِ
مثلَ حمامةٍ كاظميةٍ
شفيفةِ الترحالِ
دفينةِ الجمالِ
كم تمنيتُ
أن أُقبِّلَ اتونَها المخنوقََ
بشفاهِ الكلماتِ
علّني اراها قصيدةً
من الماسِ
تمشي على الارضِِ
مثلَ حمامةٍ كاظميةٍ
شفيفةِ الترحالِ
دفينةِ الجمالِ
هل تذكرينَ
اولِ همسةِ ليلٍ ناطقةٍ
بالهوى
والتراجعِ
والإقبالِ
لم تغبْ صورُتُكِ
خطواتُكِ
ألوانُ الأرديةِ
مقاساتها
مواضعها من بدنِكْ!!
حتى وقوفك
مثلَ شمعةٍ
ذاتِ عذوقٍ مضيئةٍ
قبالةَ المرآةِ
في آخر معبدٍ للسراةِ
اولِ همسةِ ليلٍ ناطقةٍ
بالهوى
والتراجعِ
والإقبالِ
لم تغبْ صورُتُكِ
خطواتُكِ
ألوانُ الأرديةِ
مقاساتها
مواضعها من بدنِكْ!!
حتى وقوفك
مثلَ شمعةٍ
ذاتِ عذوقٍ مضيئةٍ
قبالةَ المرآةِ
في آخر معبدٍ للسراةِ
أكثرُ بياضاً من قلوبِ الأملاكِ
هو قلبُكِ
أكثرُ ضراوةً من عروسِِ الفهدِِ
ليلةَ اللقاءِ المميتِ
هو حذرُكِ المباغتُ
المدهشُ
كيف انسى لذةَ الحلول
حدَّ الغيابِ الجميلِ
هو قلبُكِ
أكثرُ ضراوةً من عروسِِ الفهدِِ
ليلةَ اللقاءِ المميتِ
هو حذرُكِ المباغتُ
المدهشُ
كيف انسى لذةَ الحلول
حدَّ الغيابِ الجميلِ
مرةً بكيتُ
تراصفاً مع غربتِكِ
بحثِكِ عن الانسانِ
في كلِّ الاتجاهاتِ
تطلعُك نحو مستقبلٍ
لايراهُ احدٌ
محاولاتُك لايجادِسياقٍ جديدٍ
وفقَ نسقٍ غير مطروق
يا لَرحلةُ اللؤلوةِِ
في بطنِ المحارةٍ
في آعماقِ البحرِ
يالَ اسفارُ العذراءِ
داخلَ الشرنقةِ
تراصفاً مع غربتِكِ
بحثِكِ عن الانسانِ
في كلِّ الاتجاهاتِ
تطلعُك نحو مستقبلٍ
لايراهُ احدٌ
محاولاتُك لايجادِسياقٍ جديدٍ
وفقَ نسقٍ غير مطروق
يا لَرحلةُ اللؤلوةِِ
في بطنِ المحارةٍ
في آعماقِ البحرِ
يالَ اسفارُ العذراءِ
داخلَ الشرنقةِ
يا لَهذا الفضاءُ الازرقُ
يا لَمكتومُهُ المُخَصّبُ
بطيورِ القلقِ الحبيسِ
يا لَاسرارُ
ألفِ شهرزادٍ
وألفِ شهريارٍ
متخفٍّ وراءَ الستارِ
يا لَمكتومُهُ المُخَصّبُ
بطيورِ القلقِ الحبيسِ
يا لَاسرارُ
ألفِ شهرزادٍ
وألفِ شهريارٍ
متخفٍّ وراءَ الستارِ
حتى آنَ أوانُكِ
وبانَ
في أفقِ الرؤيا صولجانُكِ
(يا أختَ هرون)،
(والقلمِ ومايسطرون)
(ما كانََ أبوكِِ… )
ضالعاً بالخفايا
(ولا كانت أمُّكِ ) عشتروتَ
وبانَ
في أفقِ الرؤيا صولجانُكِ
(يا أختَ هرون)،
(والقلمِ ومايسطرون)
(ما كانََ أبوكِِ… )
ضالعاً بالخفايا
(ولا كانت أمُّكِ ) عشتروتَ
إنزلي برأسي ياسيدةَ الأبراجِ
يا زهرةَ المعراجِ
من جهةِ الحالِ
الى جهةِ الجمالِ
في خاتمةِ المآلِ
فما عادَ( في القوسِ منزعٌ)
والبحتريُّ مقنّعٌ كبيرٌ
والجواهريُّ باسلٌ خطيرٌ
يا زهرةَ المعراجِ
من جهةِ الحالِ
الى جهةِ الجمالِ
في خاتمةِ المآلِ
فما عادَ( في القوسِ منزعٌ)
والبحتريُّ مقنّعٌ كبيرٌ
والجواهريُّ باسلٌ خطيرٌ
قولي
كيف يجمعُ بشريٌّ
بين البركانِ والسكينةِ
هذا أمرٌ
يقربُ من الإعجازِ
لا درايةَ لي بهِ
من قبلُ
ولا طاقةَ لي عليهِ
من بعدُ
كيف يجمعُ بشريٌّ
بين البركانِ والسكينةِ
هذا أمرٌ
يقربُ من الإعجازِ
لا درايةَ لي بهِ
من قبلُ
ولا طاقةَ لي عليهِ
من بعدُ
وها أنا ذا
في سعيرِ التمنّي
بالإنتظارِ
قبلةٌ واحدةٌ
وسوفَ أغنّي……. !!
كلمات/ الناقد والأديب الأستاذ غازى أبو طبيخ الموسوى (العراق)
في سعيرِ التمنّي
بالإنتظارِ
قبلةٌ واحدةٌ
وسوفَ أغنّي……. !!
كلمات/ الناقد والأديب الأستاذ غازى أبو طبيخ الموسوى (العراق)